متابعات

مدبولى: القاهرة والدوحة لديهما رغبة حقيقية في تعزيز معدلات التبادل التجاري

رئيس الوزراء القطرى: لدينا رغبة حقيقية في تعزيز آفاق التعاون الاستثماري مع القاهرة فيالمجالات المختلفة بما يُسهم في تحقيق مصلحة مشتركة للبلدين

ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومعالي الشيخ/ محمد بن عبد الرحمن بنجاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر، وزير الخارجية، اليوم بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإداريةالجديدة، جلسة مباحثات مُوسّعة حول سبل دعم التعاون المشترك في مختلف المجالات.

وحضر المباحثات من الجانب المصري كلٌ من الفريق مهندس/ كامل الوزير، نائب رئيس مجلسالوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والدكتورة رانيا المشّاط، وزيرة التخطيط والتنميةالاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والدكتور بدرعبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، والسفير/ إيهاب فهمي، مساعدوزير الخارجية للشئون العربية.

فيما حضر المباحثات من الجانب القطري، كلٌ من سعادة السيد/ عبدالله بن حمد بن عبدالله العطية،وزير البلدية، وسعادة الشيخ/ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني، وزير التجارة والصناعة، وسعادةالسيدة/ مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزيرة الدولة للتعاون الدولي، وسعادة السيد/ طارق عليفرج الأنصاري، سفير دولة قطر لدى مصر، وعدد من المسئولين القطريين.

وفي مُستهل جلسة المباحثات، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تقديره لزيارة رئيس الوزراءالقطري  إلى مصر  برفقة الأشقاء من الحكومة القطرية، والتي تأتي في إطار حرص البلدين علىتكثيف الاتصالات والتنسيق المشترك فيما بينهما في مُختلف الملفات الإقليمية ذات الاهتمامالمشترك، بالإضافة الي رغبتهما في البناء على النقلة النوعية التي تشهدها العلاقات بين البلدينعلى شتى الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية.

وقال رئيس الوزراء: أهلًا بكم في مصر بلدكم الثاني، سعداء بتشريفكم لنا بمقر مجلس الوزراءبالعاصمة الإدارية الجديدة.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن لقاء فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيسالجمهورية، مع معالي رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، اليوم، كان لقاءً مُثمرًا للغاية حيثتم التأكيد على رغبة البلدين في تعزيز التعاون المشترك في عددٍ من المجالات التي نتطلع إلى إحرازتُقدم سريع في تنفيذها على الأرض خلال الفترة القليلة المُقبلة.

وأوضح رئيس الوزراء أن أحد مجالات التعاون المشتركة بين مصر وقطر خلال المرحلة المُقبلةسيكون من خلال مشروع استثمار عقاري مُهم للغاية في منطقة الساحل الشمالي.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الشركات القطرية المتخصصة في مجالالتشييد والبناء أثبتت كفاءة كبيرة خلال تنفيذها للمشروعات التي تمت في فترة استضافة قطرلكأس العالم وأصبح لديها خبرة كبيرة في مجال التطوير العقاري، وهي فرصة مُهمة لعقد شراكاتمعها هنا في مصر للاستثمار في هذا القطاع الواعد بالسوق المصرية سواء في الساحل الشماليأو في مناطق أخرى أو حتى التعاون مع شركات التشييد المصرية العاملة الآن بالسوق الأفريقيةفي الكثير من المشروعات.

وأضاف أن مشاورات اليوم مع الجانب القطري أكدت أن القاهرة والدوحة لديهما رغبة حقيقية فيتعزيز معدلات التبادل التجاري، مُؤكدًا أن الجانب المصري سيتعاون مع الجهات المعنية القطريةلتحقيق هذه المستهدفات، في ضوء الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الدولتان.

وتابع الدكتور مصطفى مدبولي: أعرب الجانب القطري أيضًا عن رغبته في التعاون مع مصر فيمجال التصنيع، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن مصر لديها عدد كبير من الفرص الاستثمارية وقائمةمتعددة لمشروعات مختلفة في قطاع الصناعة يُمكن عقد شراكات بها مع الجانب القطري.

واستطرد رئيس الوزراء قائلًا: يُمكن للجانب القطري الاستفادة من إقامة شراكات صناعية في مصرعبر تصدير منتجات هذه المشروعات إلى السوق الأفريقية التي تُعد مصر بوابتها الرئيسية، فضلًاعن تصدير هذه المنتجات أيضًا إلى البلدان التي ترتبط مع مصر باتفاقيات تجارة حرة.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن هناك طلباً من الجانب القطري بشأن فرص استثمارية فيقطاع السياحة والضيافة في منطقة الساحل الشمالي، والحكومة المصرية تُرحب بهذه الرغبة منالأشقاء القطريين، مُضيفًا أن هناك قائمة أيضًا، سنعرضها على الأخوة القطريين، تضم مجموعةمن الفرص الاستثمارية في هذا القطاع في منطقة القاهرة الكبرى، وكذلك بالعاصمة الإداريةالجديدة، وهي فرص متاحة للاستحواذ أو الشراكة مع شركاء مصريين من القطاع الخاص، مؤكدًا:“مُستعدون للتحرك في هذا الملف في أسرع وقت”.

وأضاف أن هناك مباحثات مشتركة أيضًا مع الجانب القطري للتعاون الاستثماري في قطاعالموانئ والمناطق اللوجستية، وكذا توجد رغبة من الأشقاء في قطر في الاستثمار في إنشاء مراكزالبيانات، موضحًا: لدينا قائمة بمشروعات مهمة في هذا القطاع في العلمين الجديدة والقاهرةالكبرى تتوافر إلى جوارها مصادر الطاقة اللازمة لتشغيل هذه المراكز.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه يوجد لدينا أيضًا فرص استثمارية مُهمة في العاصمة الإداريةالجديدة سواء في قطاع الاستثمار العقاري أو السياحي، موضحًا أن المهندس/ خالد عباس، رئيسشركة العاصمة الإدارية، كان قد عرض هذه الفرص خلال زيارته للدوحة في شهر أكتوبر الماضي؛للمشاركة في منتدى قطر العقاري للتعاون مع المطورين القطريين.

وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن حرص مصر على الحفاظ على دورية انعقاد المنتدىالاستثماري المصريالقطري، والذي عُقدت دورته الأولى بالقاهرة في نوفمبر 2023، وذلك لتعزيزالتواصل بين ممثلي قطاع الأعمال والقطاع الخاص بالبلدين، مُعربًا عن تطلعه إلى عقد دورةجديدة من المنتدى خلال الربع الأول من العام المُقبل 2025.

بدوره، أعرب معالي الشيخ/ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر ووزيرالخارجية، عن تقديره لكرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي حظى به والوفد المرافق له في مصر،قائلًا: هذا ليس بجديد على الشقيقة مصر.

وأضاف: سعدنا للغاية بلقاء فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، اليوم،حيث تم التباحث حول عدد من الملفات ذات الأولوية بالنسبة لنا.

وأشاد رئيس وزراء قطر بحديث رئيس الوزراء سواء ما ذكره حول حرص الجانب المصري علىتعزيز العلاقات الثنائية مع قطر أو ما طرحه بشأن فرص الاستثمار المتاحة في المجالات المختلفة،مشيرًا إلى أن الدوحة حريصة من جانبها على تعزيز العلاقات المشتركة مع مصر على كافةالأصعدة.

وأكد الشيخ/ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني أن بلاده لديها رغبة حقيقية في تعزيز آفاقالتعاون الاستثماري مع القاهرة في المجالات المختلفة بما يُسهم في تحقيق مصلحة مشتركةللبلدين.

وأوضح في هذا الصدد: لدى الشركات القطرية سجل متميز بمجال التطوير العقاري في السوقالمصرية، كما أن هناك فرصا مهمة لدى مصر وقطر لمضاعفة معدلات التبادل التجاري، مشيرًا إلىأنه كلّف الجهات المعنية في الحكومة القطرية بوضع مستهدفات زيادة التبادل التجاري محلالتنفيذ خلال الفترة المقبلة.

وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الاستثمار الصناعي، أكد رئيس وزراء قطر أن هناك تعاوناً قائمابالفعل مع مستثمرين قطريين في قطاع الصناعة المصري، قائلًا: نتطلع إلى تعزيز التعاون المشتركفي هذا القطاع المهم لبلدينا.

وفي غضون ذلك، استعرض الشيخ/ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني فرص التعاون الممكنةمع مصر لتعزيز الجهود الإنسانية في قطاع غزة.

وتعقيبًا على هذا، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن التعاون المشترك لدعم الأوضاع الإنسانية فيقطاع غزة أمر مهم للغاية، مُعربًا عن تطلعه إلى أن تصل الحرب في غزة إلى حل نهائي في أقربوقت، مشيرًا إلى إمكان التعاون مع الجانب القطري في ملف إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب فيالقطاع.

وخلال جلسة المباحثات، أكد سعادة السيد/ عبدالله بن حمد بن عبدالله العطية، وزير البلديةالقطري، أن مشروع التعاون المرتقب في المجال العقاري بالساحل الشمالي، سيكون مشروعا مهماللغاية، مُضيفًا: سنجري مشاورات مع الفريق المصري المسئول عن المشروع.

وهنا أكد الدكتور مصطفى مدبولي:  “جاهزون لعقد هذه المشاورات على الفور، بما يُسهم فيسرعة تنفيذ المشروع في أقرب وقت”.

وبدوره، أكد سعادة الشيخ/ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني، وزير التجارة والصناعة القطري أنالفترة المقبلة ستشهد العمل من جانبه على سرعة الوصول لمستهدفات زيادة معدلات التبادلالتجاري والوصول إلى صيغة تحقق التكامل الصناعي بين القاهرة والدوحة.

فيما قالت سعادة السيدة/ مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطريةإنها عقدت لقاءً مع الدكتورة رانيا المشاط للتباحث حول عدد من المشروعات التنموية والإنسانية،مُعربة عن تطلعها إلى التوصل إلى توافق بشأن هذه الملفات في القريب العاجل.

وفي غضون ذلك، أكد الفريق مهندس/ كامل الوزير، أن هناك توافقًا كبيرًا مع الجانب القطري حولالتعاون المشترك في مجال التصنيع، بما يحقق التكامل بيننا، والاستفادة مما يُنتج في كلاالبلدين، مستعرضًا في هذا الصدد عددا من الفرص الاستثمارية المتاحة لدينا في القطاعالصناعي.

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، أن هناك فرصا للتعاونالمشترك عبر تخصيص منطقة صناعية للمصانع القطرية على غرار ما حدث مع عدد من الدول.

وأضاف: عرضنا أيضًا على الجانب القطري إمكان مشاركته في مصانع قائمة بالفعل ومنتجةلكنها تحتاج إلى ضخ المزيد من الاستثمارات بما يسهم في رفع كفاءتها وزيادة إنتاجيتها.

وتابع أن هناك فرصا مهمة للتعاون مع الجانب القطري منها على سبيل المثال قطاعا الألومنيوموالحديد.

أمّا فيما يتعلق بقطاع النقل واللوجستيات، فاستعرض الوزير فرص التعاون المُمكنة مع الجانبالقطري سواء في قطاع الموانئ أو إقامة مناطق لوجستية.

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية أن أي استثمار يعتزم الجانب القطري إقامتهفي منطقة الساحل الشمالي سيستفيد ببنية تحتية قوية حرصت الدولة المصرية على تنفيذهاخلال الأعوام الماضية، تضم شبكة ممتدة من الطرق وخطوط سكك حديدية، مشيرًا إلى أنه سيتمتشغيل القطار الكهربائي خلال المرحلة المقبلة.

بدورها، أعربت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي عن تقديرها للمشاوراتالتي أجرتها مع سعادة السيدة/ مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزيرة الدولة للتعاون الدولي،حول عدد من المشروعات التنموية في مجالات التوظيف وتمكين الشباب، مؤكدة حرصها علىصياغة خطة لتنفيذ هذه المشروعات خلال فترة وجيزة.

وخلال جلسة المباحثات، استعرضت وزيرة التنمية المحلية فرص الاستثمار المتاحة في المحافظاتالمختلفة، بخلاف المدن الجديدة، والتي تتضمن فرصًا استثمارية في قطاعات الصناعة والسياحةوغيرها من المجالات.

بدوره، أكد الدكتور بدر عبدالعاطي أهمية التعاون مع الجانب القطري في الشق الإنساني لدعمقطاع غزة، مشيرًا إلى أنه سيشرُف بمشاركة الدوحة في المؤتمر  الدولي لدعم وتعزيز الاستجابةالإنسانية لقطاع غزة خلال الأيام المقبلة.

وفي ختام المباحثات، أوضح رئيس الوزراء أنه سيتم تشكيل مجموعة عمل مُصغرة لتنفيذ ما تمالتوافق عليه خلال زيارة الوفد القطري، على أن نبدأ في التنفيذ على الفور في غضون أيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى