محاصيل بديلة وأراضي المليون ونصف فدان.. حلول الدولة لزيادة القمح وتقليل الاستيراد
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، والسؤال الدائر لدى المصريين هو ما مصير القمح؟ .. لترد الحكومة بتطمينات بأن المخزون يكفي، وأن الإجراءات سارية لتوفير البدائل.لم يصمد أمام تلك التبعات سوى من تنبأ مبكرًا بهذه الأحداث، وعمل على كفاية نفسه أو إيجاد بديلا لسوقي روسيا وأوكرانيا، أو يرتكن اقتصاد قوي أهله للتأقلم والتكيف مع الأوضاع الجديدة دون خسائر على الشعوب.
وتعد مصر من أكبر مستوردي القمح عالميًا، خاصة من روسيا وأوكرانيا، ولكنها تعاملت مع الموقف، بما لا يؤثر على شعبها، ونجحت في توفير بدائل لاحتياجاتها سواء من أسواق خارجية بديلة، أو زيادة الإنتاج المحلي من هذا المحصول الاستراتيجي الأول، بخطة تعمل عليها الدولة منذ 2014، للتوسع الأفقي في مساحة الرقعة الزراعية.
من التساؤل الأول تخرج علامات استفهام أخرى، لماذا لا نزرع القمح ؟ وأين هي الأراضي المناسبة لزراعته .. وفي السطور التالية تبحث «بوابة أخبار اليوم» مع المختصين عن أراض بور في أنحاء المحروسة، لم تستغل بعد، ويمكن زراعتها بالقمح لتسهم في تقليل الحاجة إلى الاستيراد، وصولا إلى الاكتفاء الذاتي.
موارد تبعث بالأملموارد مصر تفتح باب الأمل لزيادة المساحة المنزرعة بالقمح ومضاعفة الإنتاج بشكل كبير، هذا ما أكد عليه الدكتور سيد الهباشة، أستاذ بقسم بحوث المحاصيل الحقلية بالمركز القومى للبحوث.وأشار إلى أن منطقة الوادي والدلتا باتت ضيقة، ولذا لا مفر من التوجه نحو استصلاح الأراضي الصحراوية، التي يتحمل محصول القمح نسبيًا ظروفها.
ولفت إلى أن مشروع المليون ونصف المليون فدان يسهم في إنتاج القمح والشعير، حيث يتم زراعة الأرض الأعلى في نسب الملوحة بالشعير والأقل ملوحة قمح.وأكد أن من المناطق الواعدة في زراعة القمح «المغرة»، على طريق الضبعة وهي خاصة بشركة الريف المصري، ها إضافة إلى الظهير الصحراوية في مناطق غرب النيل.
أقراايضا:السر في الصوامع .. كيف أحكمت مصر قبضتها على ملف القمح رغم الأزمة؟
تربة «الشرق» لا تصلحوأكد أن الأراضي في الصحراء الشرقية تحتوي على نسب عالية من كربونات الكالسيوم، هو ما يجعلها أقل قابلية في زراعة التربة، لافتا إلى أن تربة سيناء ذات طبيعة صعبة، ولكن مع اتباع نظام تسميد عضوي واتباع الأساليب الحديثة في الزراعة. وأضاف أنه مع الاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة، ونظم تسميد جيدة لزراعة القمح وإنتاجه.
بدائل لبقنحومن جانبه، قال الدكتور زكريا فؤاد فوزي، أستاذ بالمركز القومي للبحوث، إنه يمكن زراعة محاصيل غير تقليدية توفر كمية من الدقيق وتخفض الاحتياج للقمح بصورة جزئية تصل إلى ١٠ لـ ١٥ %.وأوضح خلال تصريح خاص لـ «بوابة أخبار اليوم»، أن مصر تعتمد على ٤٥% من احتياجاتها للقمح من خلال الاستيراد، ولكن مع زراعة المحاصيل غير التقليدية مثل الكسافا والكينوا إلى جانب التوسع في زراعة القمح، واستنباط سلالات ذات إنتاجية عالية، من شأنه أن تقليل نسب الاستيراد.
ولفت إلى أنه يمكن استخدام الكسافا في عمل المعجنات بإضافتها بنسب تصل إلى 15 – 20 % إلى دقيق القمح العادي، موضحا أن الكسافا يتم زراعتها في الصين والمكسيك وبعض الدول الأفريقية، وأنواعه عديدة منها البرازيلي، والإندونيسي، والأمريكي.
وأكد الدكتور زكريا فؤاد فوزي، أستاذ بالمركز القومي للبحوث، أن هناك أبحاث علمية على نبات الكسافا ونتائجها مبشرة، ويمكن زراعتها في الأراضي الطينية والرملية، كما يمكن تحميل محاصيل أخرى عليها.وأشار إلى أن بعض محاصيل الخضر يمكن تحميلها على الكسافا، وهذا نظرًا لأن محصول الكسافا يظل مدة طويلة في الأرض تبدأ من شهر أبريل وحتى نوفمبر.
نبات الكينواوقال إن نبات الكينوا يتم زراعته في الأراضي الملحية؛ حيث إنه يتحمل نسب الملوحة المرتفعة، ويتم زراعته بشكل كبير في بعض دول أمريكا الجنوبية مثل البرازيل والارجنتين إلى جانب الولايات المتحدة.واستكمل حديثه منوها بأن محصول الكينوا يمكن إضافته للقمح وتستخدم في عمل المعجنات وبعض المأكولات التي تحتاج الدقيق، مضيفًا أن المناخ المصري يصلح لزراعة الكينوا والكسافا.
واختتم الدكتور زكريا فؤاد فوزي، أستاذ بالمركز القومي للبحوث، إنه كلامه مشيرًا إلى ضرورة تغيير ثقافة الشعب المصري الذين يعتمدون على القمح الخالص، و يجب تقبل بعض الإضافات الأخرى مثل الكينوا والكسافا و يأتى دور العلماء و البحاث فى إجراء التجارب للتغلب على بعض المعوقات و المشاكل التى تعيق زراعة تلك المحاصيل غير التقليدية كالكسافا و الكينوا و أن يتم دراسة اقتصاديات زراعتها و إنتاجها و إستخلاص الدقيق و النشا و طرق إضافتهم لدقيق القمح أو عمل معجنات و مخبوزات منهم